ماذا يعني دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع؟
إنَّ دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع هو مصطلح يدل على إشراك هذه الفئة في النشاطات المجتمعية اليومية، وتمكينهم من القيام بالمهام والأدوار التي يقوم بها أقرانهم من الأطفال العاديين، كما ينطوي مصطلح الدمج على التأكد من وجود سياسات مجتمعية فعالة ومؤثرة تتيح للأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة إثبات وجودهم وفاعليتهم.
إنَّ عملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع تعني تفعيل دورهم المجتمعي عن طريق المشاركة في الفعاليات والنشاطات، واستخدام الخدمات العامة بسهولة التي تندرج ضمنها المكتبات ووسائل النقل وخدمات الرعاية الصحية والمدارس وغيرها، وإنشاء علاقات اجتماعية مع المحيطي
يشمل الدمج جميع القطاعات في المجتمع، وخاصة القطاعات التعليمية التي يكون الدمج فيها عن طريق إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة لتلقي تعليمهم المدرسي وقبل المدرسي في الحضانة ورياض الأطفال إلى جانب أقرانهم من الأطفال العاديين، وتأمين المستلزمات اللازمة لذلك، من أجل تمهيد البيئة أمامهم لعملية الاندماج، وكسر جميع الحواجز والعوائق التي تحول دون انخراطهم التام مع زملائهم.
وإنَّ دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع هو مساواة الطفل من ذوي الإعاقة مع أقرانه العاديين، ومنحه جميع الحقوق التي يحصلون عليها، وتوفير البيئة التي تساعده على تحصيل هذه الحقوق مثلهم. والدمج هو تحقيق لمبادئ العدالة والمساواة، وهو أسلوب أخلاقي واجتماعي، ولعلَّ أولى وأهم خطواته هي تعريف الآخرين بوجود هذه الفئة وحقوقها، وتعليمهم أصول تقبُّل التنوع والاختلاف، والتأكيد على المساواة بين الأفراد بعضهم بعضاً وعدم وجود أفضلية بينهم.
أهمية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع:
تكمن أهمية دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع في تحقيق نوع من التفاعل الاجتماعي بين فئات المجتمع المختلفة، وتعويد أبناء المجتمع جميعهم على تقبُّل الاختلاف وعدم النظر إلى الآخرين بدونية وانتقاص بحكم اختلافهم.
إنَّ نسبة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع لا يستهان بها؛ لذا إنَّ تهميش هذه الفئة والتقليل من أهميتها وأهمية قدراتها يحرم المجتمع من توظيف جميع القدرات الكامنة لدى أفراده، ومن المعروف أنَّ نسبة كبيرة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يمتلكون قدرات عقلية فذة أو سمات إبداعية واضحة؛ لذا يُعَدُّ دمج هؤلاء مع باقي أفراد المجتمع إشعاراً لهم بالمساواة التي تكون حافزاً على إطلاق إبداعهم وتفوقهم نحو النور، والاستفادة منه في تقدُّم المجتمع وتطويره.
من الناحية المادية، يوفر دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع التكاليف المادية الباهظة، التي من المفترض أن تُنفق في إنشاء مراكز خاصة بهم لتأهيلهم وتعليمهم، ومن ثمَّ فإنَّ الاشتراك بالخدمات العامة مع الأطفال العاديين، يوفر المال ويعطي نتيجة أفضل في تعليمهم وإنشائهم للعلاقات الاجتماعية، اعتماداً على فطرة الأطفال السليمة في كونهم كائنات اجتماعية وسريعة التعلم وخاصة من بعضهم بعضاً.
المدرسة والمجتمع والأسرة والطفل من ذوي الإعاقة.
ايه النعيمي
وعلى المدرسة أن تؤمّن بيئة صفية آمنة تتمثل بـ(معلم مدرَّب، طلاب مهيئين، منهاج دراسي سليم، وسائل تعليمية منوعة تعكس الإبداع والابتكار، إدارة قوية مؤمنة بقدرة أطفالها وطلابها وانتماء حقيقي لوطنها وذات رسالة ورؤية إنسانية واضحة).