اجتمع للمرأة من الحماية الإلهية والخصائص التكوينية، ما لم يجتمع للرجل، فقد خصَّها الخالق بالحنان والعطف والرقة، واستأمنها على النشئ وتربيته؛ فأي تكريم لكي أيتها العزيزة الغالية !!.
كثير من الرجال لا يعلم قدر المرأة ولا يقدرها قدرها، بل إن البعض لا يرى فيها سوى شهوة، وقد ينعتها البعض بالنقصان، ويرى في نفسه أفضلية وفوقيّة عليها، كذلك فإن بعض السيدات يجهلن قدرهن، ولا يعين أهميتهن، ولا يلتفتن إلى التكريم الرباني لهن وإلى محوريّة دورهن في الحياة، وإلى عِظم إسهاماتهن في تقدم الشعوب ورفعتها.
المرأة باختصار هي وطن، فيه يلوذ الرجل من المخاوف، وفيه مأمنه وسكينته؛ هي وطن يقرر مصير أجيال بتوليها رعايتهم والقيام على تربيتهم؛ هي وطن فيه تتشكل ملامح الشخصية الرجل كان أم المرأة؛ هي وطن يأوي إليه كل كليم فؤاد ومهيض جناح؛ هي وطن فيه مساحات مرح وبهجة وسرور؛ هي وطن فيه يدرس الرجال ويتعلمون الرجولة؛ هي وطن تنبت وتترعرعت الأنوثة فيه؛ هي وطن يلهو ويلعب الأطفال فيه؛ هي وطن يأنس الجميع فيه من وحشة الغربة؛ هي وطن يحتوي المخطئ ويأخذ على يد الشارد الخارج عن الصف؛ هي وطن عزّ عليه إلا أن يحمي ويدافع ويسهر على راحة مواطنيه
كل ذلك وأكثر أنتِ أيتها المرأة، وما دمتي كذلك، فأوصيكي خيرًا بشريك الدرب، ورفيق الحلم، وعصا التوكؤ والسند؛ أوصيكي خيرًا بالرجل.. بالأب والأخ والزوج والحبيب والابن، اجعلي منه أميرًا لبيتك، يجعل منكي ملكة متوّجة لحياته؛ كوني له وطنًا، يكن لكي مواطنًا مخلصًا؛ كوني له أنثى، يكن لكي رجلًا؛
كوني له مدرسةً، يكن لكي تلميذًا نجيبًا؛ كوني له أمًّا، يكن لكي ابنًا بارًّ؛ كوني له ابنةً، يكن لكي أبًا حنونًا عطوفًا؛ كوني له طفلةً، يكن لكي حملًا؛ كوني له أختًا، يكن لكي أخًا وسندًا؛ كوني له صديقة، يكن لكي صديقًا صدوقًا وفيًّا؛ كوني له مستودع أسرار، يكن لكي كتابًا مقروءًا؛ كوني له أرضًا، يكن لكي سماءً؛ كوني له لوحة حب، يكن لكي ألوان عشق؛ كوني له مائدة من المشاعر، يكن لكي مطبخًا من الأحاسيس؛ كوني له نهر عطاء، يكن لكي مطر احتواء؛ كوني له سفينة أمن، يكن لكي مرفأ أمان؛ كوني له نسمة صباح، يكن لكي بلسمًا مرطّبًا؛ كوني له عبيرًا، يكن لكي عطرًا؛ كوني له شجرة وارفة الظل، يكن لكي سُحبًا ناسمة؛ كوني له… كوني له… كوني له… ؛؛؛ يكن لكي… يكن لكي… يكن لكي…