العنف الاقتصادي هو نوع من العنف المنزلي أو العنف بين الجنسين. يحدث هذا عندما يؤدي الاعتماد الاقتصادي لفرد ما على شخص آخر إلى ممارسة المهيمن لإساءة استخدام مركزه ، وتقديم الفرد الآخر مقابل دخله للبقاء على قيد الحياة.
كما نعلم ، هناك العديد من الدول التي ، حتى الآن ، لا تزال تعتبر المرأة كإنسان مختلف ، لا يمكنها القيام بمهام مختلفة ، مثل ممارسة مهنة أو حرفة. بالنسبة للعديد من الثقافات الراديكالية ، يجب على هؤلاء النساء تكريس أنفسهن للأعمال المنزلية ، وللأسف يكفي أن نعود بضع سنوات في التاريخ لرؤية هذه السمات الثقافية في الغرب ، حيث احتلت النساء أيضًا دورًا ثانويًا في سوق العمل.
وهذا يعني ، بحكم الأمر الواقع ، أن الرجل هو مصدر الدخل الوحيد ، مما يجعل المرأة تشعر بأنها تعتمد على هذا الراتب ، لأنها لا تملك أي دخل. في بعض الأحيان ، إذا كان هناك عنف ، يتجلى العنف الاقتصادي عندما يسيء الرجل مركزه المهيمن ويسيطر ويقيد وصول شريكه أو الشخص المعني إلى موارد معينة.
اشكال العنف الاقتصادي
1_الحرمان من التعليم بالصغر أو استكماله بالكبر (قبل أو بعد الزواج)، سواء كنوع من التفرقة بين الجنسين من حيث الفرص وأوجه الإنفاق، أو لتمكين الرجل على المرأة اقتصاديًا، ومن ثَمَّ اجتماعيًا ونفسيًا.
2_الحرمان من العمل، إما بسبب العادات والتقاليد أو لفرض السيطرة وإجبار المرأة على قبول ما لديها، دون أن تملك أي تطلعات لمستقبل أفضل، وبالتالي لا يُمكنها الفكاك من براثن الحياة القاسية التي تعيشها.
3_الحرمان من الميراث، أو لنكون أكثر دقة، حرمانها من حرية التصرُّف بهذا الإرث، والإبقاء عليه تابعًا للملكية الجماعية أو تحت سطوة رب الأسرة، بل أن في بعض الأحيان قد تُجبر النساء على التنازل عن نصيبهن، بدون مقابل أو بمقابل زهيد خلاف القيمة الأصلية.
4_وضع النفقات النسائية قَيد التدقيق، ورفض دفع أي مصروفات تخصهن، أو الحَد منها لأقصى درجة.
لأن العنف الاقتصادي لا يُمارس على المرأة التي لا تعمل فقط، وإنما كثيرًا ما تقع في براثنه النساء العاملات أيضًا، يحدث أن نشهد له بهذه الحالة أشكالاً مُختلفة تُستَحدث مع الوقت، منها على سبيل المثال:
•العمل دون أجر أو بأجر بخس، بحال انخراط النساء في العمل بمشاريع عائلية.
•فرض أن تكون مسؤولية المصاريف المعيشية كاملةً على المرأة، دون أي مساهمة ذكورية.
•منع المرأة من التصرّف بحرية في مواردها الاقتصادية، سواء بتوفيرها أو استغلالها بالشكل الذي تراه هي مُناسبًا.
المرأة يجب أن تخوض معركة من أجل كرامتها ومن أجل المساواة والحرية.
هداية العموش