الصحة النفسية للفرد هي الحالة النفسية العامة للفرد ، والصحة النفسية السليمة هي حالة تكامل طاقات الفرد المختلفة بما يؤدى الي احسن استثمار لها ، وتحقيق وجوده اي تحقيق انسانيته ، فالصحة النفسية ذات مفهوم واسع ، غير محدد وهو ” مفهوم ثقافي ، ونسبي بطبيعته ، وهو متغير بتغير ما يجد عليه من معلومات عن الحياة وما ينبغي ان تكون عليه ، كما انه يتغير بما نكتشفه عن انفسنا وسلوكنا وما يجب ان نصل اليه في حياتنا .
هذا وما زال الغموض والقصور ، وعدم الجدية سائد الي الآن في نظرة المجتمع للصحة النفسية وعلم النفس بشكل عام ، فعدم قدرة الافراد في الافصاح عن حاجاتهم النفسية ، ومع صعوبة التعرف عليها احيانا ، يدفع المجتمع الي التركيز علي اشباع الجوانب الجسيدة والمادية للأفراد أكثر من اشباعه لحاجاتهم النفسية ، فالحب والتقدير والصداقة ، والتعبير عن النفس ، ومعرفة الذات ، والاحترام والقبول ، والكرامة ، والاستقلال يأتي في المرتبة الثانية في سلم اولويات المجتمع .
اذ لم تكن في عالم النسيان وتشير الصحة النفسية الي قدرة الفرد علي التغلب علي التحديات اليومية ، ومواجهة التفاعلات الاجتماعية دون ان يشعر او يجرب عجزا انفعاليا ، او سلوكيا ، او غير مناسب .
والصحة النفسية اكثر من مجرد غياب الاضطرابات العقلية ، ويمكن ان تتأثر بعوامل كثيرة تمتد من الضغوط الخارجية ، التي يصعب التعامل معها الي العلل البيولوجية ، او الامراض العضوية ، التي تعوق وظيفة المخ
تعريف الصحة النفسية :
هناك العديد من التعريفات للصحة النفسية ومنها :
(1) حالة من التوازن بين البيئة والجسد والذات ، أي بين متطلبات البيئة المادية ، والاجتماعية ، وتحديدها وبين إمكانيات الفرد الجسدية والاجتماعية . ( رضوان ، 2002)
(2) حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية وليست عدم وجود المرض . (القذافي ، 1998) .
(3) حالة عقلية انفعالية إيجابية ، مستقرة نسبيا ، تعبر عن تكامل طاقات الفرد ووظائفه المختلفة ، وتوازن القوى الداخلية والخارجية الموجهة السلوكه في مجتمع ، ووقت ما ، ومرحلة نمو معينة ، وتمتعه بالعافية النفسية والفاعلية الاجتماعية . ( القريطي ، 2003 : 28 )
(4) قدرة الفرد على أداء وظيفته في الحياة بنجاح من خلال أهدافه وإمكانياته والفرص المكفوله له وفي إطار بيئته الاجتماعية والإقتصادية . ( مرسي وعبد السلام ، 1984
على تعاريف الصحة النفسية :
هناك اختلاف بين العلماء في تعريف الصحة النفسية ، فقد يعود ذلك إلى تباين مدارسهم النفسية التي ينتمون إليها ، وكذلك إلى اختلافهم في تفسير وتحديد معايير ومؤشرات الصحة النفسية ، فمنهم من أشار إلى أنها اكتمال الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية وليست مجرد غياب المرض ، ومنهم من يرى أنها حالة من التوافق بين كل جوانب الشخصية وكذلك مع المجتمع .
ويصفها آخرين بأنها حالة من الشعور الايجابي لدى الفرد يساعده و يمكنه من أداء وظائفه بنجاح ، ومنهم من يرى الصحة النفسية تبدو في مجموعة من شروط تحيط بالوظائف النفسية التي تنطوي عليها الشخصية ، وبعضهم يرى بأنها نوع من التكامل بين الطاقات ، وعليه يمكننا التوصل إلى حقيقة مؤداها أن هذه الخصائص مترابطة ومكملة لبعضها ، فتكامل الطاقات يؤدي إلى حدوث التوافق في جميع جوانب شخصية الفرد ومع المجتمع الذي يعيش فيه ، مما يؤدي إلى تمكن الفرد من أداء وظائفه بشكل ناجح .
أهمية الصحة النفسية :
اهمية الصحة النفسية للفرد :
الفرد المتمتع بصحة نفسية جيدة ، قادر علي فهم ذاته ، وأهدافها وحاجاتها وبالتالي تساعده علي انسياب حياته النفسية ، وجعلها خالية من التوترات والصراعات ، مما يجعله يعيش في طمأنينة وسعادة ، وشعوره بالسعادة مع النفس والآخرين ، كما يكون بمقدوره حل مشكلاته التي يواجهها ، حيث يقوم بحل المشكلات التي تواجهه في ضوء ما يتناسب مع تعاليمه الاسلامية وقيمه ، كما بإستطاعته التحكم في انفعالاته ، وعواطفه ، ورغباته ، مما يجعله يتجنب السلوك الخاطئ ، والقدرة علي مواجهة مطالب الحياة والعيش في سلامة وأمان .