لا تتعلّق أسباب الضغط النفسي عند المرأة بهرموناتها كما يُشاع دائماً؛ بل تتشابك العوامل المختلفة لتصبح مجموعة من الضغوط التي تخنقها. وقد أثبتت الأبحاث أن هناك اختلافات فيزيولوجية بين الرجل والمرأة تجعل النساء أكثر عرضةً للضغط النفسي من الرجال.
ومهما تعدّدت الأسباب أو اختلفت، يضيف الضغط النفسي عبئاً أكبر على المرأة، ويجعل من تأدية واجباتها اليومية والتقدّم المهني والحياتي عموماً مهمةً صعبةً للغاية.
ما الضغط النفسي؟
الضغط النفسي هو لغة يستخدمها الجسم للتعبير عن ردّ فعله إزاء أحداث تسبّب التوتّر، ويعرّفه الطاقم الطبّي من كليفلاند كلينك، وفق «هارفارد بزنس ريفيو»، على أنّه ردّ فعل طبيعي للجسم عند حدوث التغييرات؛ ما يؤدي إلى ردود فعل جسدية وعاطفية وفكرية.
أما الدكتورة والمختصة في إدارة التوتر وعلم النفس الإيجابي، إليزابيث سكوت فتخبرنا بأنه نوع من التغيير يسبب ضغوطاً جسدية أو عاطفية أو نفسية، ويحدث كاستجابة لأي شيء يتطلّب الانتباه أو التصرّف.
ويختبر الجميع بلا استثناء قدراً من الضغط النفسي، وبعضه يكون إيجابياً لأنه يحفّز على تحقيق أهداف ملحوظة؛ كأن يساعد على تجنّب الخطر أو التزام الموعد النهائي لتسليم العمل مثلاً، بينما يصبح سلبياً ومدمّراً حين يكون مزمناً أو مفرطاً؛ ما يجعل التكيّف والتأقلم معه مهمة صعبة.
ويصبح الضغط النفسي للأسف أشبه بنمط حياة عند بعض النساء لدرجة أنهن لا يأخذن وقتاً للتوقّف واستيعاب مدى تأثيراته في مختلف جوانب حياتهن.
الأسباب
يشترك كلّ من المرأة والرجل في مسبّبات الضغط النفسي كالأمور المالية والأمن الوظيفي والصحة وقضايا العلاقات.
وفي حال كانت المرأة أكثر عرضة للتأثّر بالضغوط، فإن ذلك يرجّح لكونها تؤدّي أدواراً عديدة، فغالباً ما تتضمن أدوارها الالتزامات العائلية، وتقديم الرعاية للأطفال أو الوالدين المسنين، ومسؤوليات العمل بالإضافة إلى الأدوار الحياتية الأخرى، وهناك احتياج دائم للمهام التي تقوم بها دون الرجل.
وتعدّد المهام ومزاولتها في الوقت نفسه أو أوقات متقاربة هو ما يمكن أن يُشعر المرأة بالإرهاق والضغط نتيجة بذل مجهودات كبيرة لتحقيق التوازن بين الوقت والالتزامات.
ومع عدم القدرة على تلبية التوقعات المنتظَرة من الآخرين سواء في المحيط الشخصي أو المهني، يزداد الضغط النفسي وتغيب معه قدرة المرأة على تلبية احتياجاتها الشخصية.
علامات الضغط النفسي
بما أن استجابة المرأة للضغوط تختلف عن استجابة الرجل، فيمكن أن نتوقّع أن أعراض الضغط النفسي تظهر لديهما بشكل غير مألوف.
ويحدّد الخبراء من «كليفلاند كلينك» أعراض الضغط النفسي عند المرأة في العلامات التالية:
◄ الأعراض البدنية:
1 – الصداع
2 – صعوبة النوم
3 – التعب والألم
4 – يعدّ ألم الظهر والرقبة الأكثر شيوعاً
5 – قد يعاني البعض الإفراط في تناول الطعام أو انخفاض الشهية
6 – مشكلات الجلد وكذلك نقص الطاقة الجسمانية
7 – اضطراب المعدة.
◄ الأعراض العاطفية:
- القلق والاكتئاب
- الغضب
- التعاسة
- فقدان القدرة على التحكم في الانفعالات
- وتقلبات المزاج
- الإحباط.
◄ الأعراض النفسية:
- النسيان
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات
- التفكير السلبي
- قلة التركيز
- الشعور بالملل.
- الأعراض المعنوية:
- اللامبالاة وعدم الاكتراث
- الشعور بالفراغ
- فقدان التراحم
- الشكّ
- الشعور بالذنب
- اليأس.
أعباء المرأة
قد يُفهم بشكل خطأ أن طبيعة المرأة تفرض تحمّلها للكثير من الأعباء على نحو عادي. بالتأكيد يضيف لعب أدوار مختلفة ورعاية الآخرين والعناية بمصالحهم معاني حقيقية لحياة المرأة؛ ولكن محاولة القيام بكلّ المهام ستجلب الضغوط باستمرار، وأسباب الضغط النفسي عند المرأة ليست بعيدة عمّا تزاوله من مهام يومية تتطلّب الكثير من الجهد الجبّار.
- الضغط النفسي لغة يستخدمها الجسم للتعبير عن ردّ فعله إزاء أحداث تسبّب التوتّر
- اختلافات فيزيولوجية بين الرجل والمرأة تجعل النساء أكثر عرضةً للضغط النفسي
- يصبح سلبياً ومدمّراً حين يكون مزمناً ما يجعل التكيّف والتأقلم معه مهمة صعبة
- يضيف عبئاً أكبر على المرأة ويجعل من تأدية واجباتها اليومية