قضية المرأة في البند العالمي ليست مجرّد محاضرات أكاديمية أو دراسات بحثية أو موضوعات تنموية.
مراحل من التمييزقضايا المرأة بين الموروث الراكد والطرح الوافد
معاناة المرأة في العالم، جزء من معاناة مجتمعات بأسرها، فما الرجل والمرأة إلا صورتين لموضع واحد وهو الإنسان
وضع المرأة العربية لم يكن مختلفا عمّا كان عليه في مناطق أخرى من العالم
تُشّكل قضايا المرأة في العالم محورا استراتيجيا وحقوقيا مُتعدّد الاهتمامات والاطروحات، إذ يُنظر لقضيّتها بعين التوجس والايديولوجيات التي تعتمدها شتى المجتمعات لتعكس سلوكيات الدول وشعوبها في جوانب الحياة المختلفة.
وليست قضية المرأة في البند العالمي مجرّد محاضرات
تحرير المرأة لن يكون بمعزل عن تحرير عقلية شعب بأسره وبناء مجتمع قائم على المساواة، ولن تتحقق الحداثة خارج هذا البعد العربي الإنساني
ومن أهمّ ظواهر هذا الظلم المُسلّط عليها، الأميّة والبطالة والعنف الاسري، وعدم المساواة، وهنّ أقصى الكوارث الاجتماعية التي تصيب المرأة وتمنعها لأجيال كثيرة من التطّور التي تطمح إليه، إضافة إلى التمتّع بحقوقها في ظلّ قوانين عادلة.
ولم يكن وضع المرأة العربية مختلفا عن ما كان عليه في مناطق أخرى من العالم، حيث مرّ هذا الوضع عبر التاريخ بمراحل من التمييز، مما أدّى إلى خضوعها لقيود على حقوقها وحريّاتها، والعديد منها يرجع إلى الموروث الثقافي والمعتقدات الدينية المُتعصبّة، رغم أنّ الإسلام ركّز في جميع تعاليمه وأحكامه على رفعة المرأة وتعزيز مكانتها، وكان اهتمام الإسلام بالمرأة سبّاقا ونوعيّا.
لكن العقبة الأكبر كانت في القمع الذكوري للمراة، ويعتبر البعض أنّ المرأة نفسها، قد ساهمت في الترويج لذلك. وفي هذا الصدد تقول د. جمان هردي الباحثة في قضايا المرأة: “إن المرأة تتبنّى رؤية قامعها وتتحوّل إلى وكيلة للنظام الأبوي وتقوم بضبط النساء الأخريات ليُطعن النظام العام”.
وقد حددّت منظمة الأمم المتحدة عام 2030 سنة لمناصفة كوكب الأرض ما بين الجنسين، وهي مُهمّة قدّرها البعض أنها صعبة للغاية وتحتاج إلى الكثير من الجهود للقضاء على أنواع كثيرة من الاستغلال والتمييز والعنف، خاصة في ظلّ المُستجّدات التي مرّ بها العالم العربي والسُلوكيّات الوافدة من بؤر الحروب والتطاحن السياسي في المنطقة التي طالها ما يسمى الربيع العربي. فأي رؤية جديدة لوضع المرأة العربية وهل تُعدّ قادرة على إحداث وجود فعّال ومُغاير !