الأمومة هي من أقوى الخصائص التي امتازت بها المرأة منذ وجودها والوظيفة الأسمى التي منحها إياها الله سبحانه وتعالى، وهي من أعظم الغرائز لدى المرأة السوية التي تضفي عليها أرقى العواطف البشرية وأنقاها. فمنذ نعومة أظفارها، وخاصة بفترة الطفولة المبكرة (3-6) سنوات، تميل الفتيات إلى اتخاذ عرائسهن ملجأ لتفريغ ما تجهلن وجوده بتركيبهن النفسي والبيولوجي، فتجد معظمهن تعتني بدميتها وتحتضنها وتتقن في حمايتها ورعايتها والتعبير عن حبها لها. وتكبر الفتاة وتنمو غريزة الأمومة معها وتتجلى في رغبتها دوما بامتلاك مولود تعتني به وتهب له حياتها.
يمكننا تعريف الامومة بشكل مبسط من خلال القول إنها حالة فريدة تجمع جميع الصفات الحسنة و الجميلة و السامية و تتجسد في تربية الأم لأبنائها ، حيث تكون الأم في أتم الاستعداد للتضحية بكل غالي لديها في سبيل سعادة أبنائها ، و الامومة من الصفات الملائكية التي تتجلى فيها أروع القيم مثل المحبة و التقوى و الإخلاص و الصدق و جميع الصفات الجميلة ، الامومة هى خلاصة المشاعر و المعرفة الدقيقة التي تكون في قلب كل أم تسعى دائما لكي يحصل أبناؤها على أفضل تربية و أفضل نشأة من خلال تمرير هذه القيم و المحبة لهم في المعاملات المختلفة و في تربيتهم حتى تكون راغبة في أن تصل بأبنائها إلى درجة الكمال في التربية و الحصول على القدر الكافي من الأدب والأخلاق الراقية
أعظم ما في الامومة أنها تجعل الأم تقوم بكل المجهودات المختلفة من اجل ابنائها دون هدف او غاية او انتظار أي مقابل أو ثمن او جائزة لهذه الجهود لان الامومة محبة خالصة بدون أسباب أو مصالح ، وحتى تقوم الأم بدورها في الامومة بشكل صحيح فإنها تحتاج الزمن المناسب للقيام بهذه الأمومة و العمل وفق منظومة في التربية و التي ينتج عنها ابن بار صحيح الفؤاد و العقل و سليم النفس لأنه حصل على القيم الجيدة التي منحتها له أمه و يظهر هذا في جميع ما يقوم به حيث يكون محبا للخير و العدل و النظام و الجمال و جميع القيم الراقية .