يتسبب أحيانًا التعرض للعنف المنزلي الشديد والمستمر باضطراب عقلي يسمى متلازمة المرأة المعنفة أو متلازمة الزوجة المُعنفة، ويعد أحد أنواع اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.
تكتسب المرأة المصابة بهذا الاضطراب ضعفًا وعجزًا يجعلها تعتقد أنها تستحق الإساءة الموجهة لها وأنها غير قادرة على الابتعاد عنها. في حالات كثيرة من هذه المتلازمة، لا تُبلّغ المرأة عن الإساءة للشرطة وتتجنب البوح لعائلتها وأصدقائها عن حقيقة ما تتعرض له.
متلازمة المرأة المعنفة هي حالة في غاية الجدية، ففي بعض الأحيان يصل الأمر إلى قتل الزوج المعتدي، وهناك الكثير من الحالات المسجّلة.
مراحل متلازمة المرأة المعنفة
هناك أربع مراحل تمر خلالها المرأة المصابة بالمتلازمة:
١ـالنكران: تكون المرأة في هذه المرحلة غير قادرة على تقبّل حقيقة كونها مُعنفة، فتلجأ إلى تبرير الإساءة.
٢-الشعور بالذنب: تشعر المرأة في هذه المرحلة أنها هي من تسببت بالإساءة لنفسها.
٣-الاستدراك: تستدرك المرأة في هذه المرحلة بأنها لا تستحق الإساءة وأن شريكها يمتلك شخصية عدائية.
٤-المسؤولية: هنا تتقبل المرأة أن المسؤولية تقع على عاتق الشريك. وفي بعض الحالات، تحاول المرأة الهروب من تلك العلاقة.
معظم النساء اللاتي لديهن علاقات تعسفية لا يتجاوزن المرحلتين الثانية أو الثالثة، لأن العنف المنزلي يمكن أن يؤدي إلى الموت.
تتبع أغلب حالات العنف المنزلي نمطًا متوقعًا جدًا وهو كالآتي:
يحاول المعتدي كسب الضحية الجديدة بأساليب رومانسية وذلك للضغط على الضحية للدخول في علاقة جدية معه.
يبدأ التعنيف الجسدي والنفسي تدريجيًا، مثل صفعة على الخد بدلًا من توجيه لكمة أو لكم الحائط قرب الضحية عند الغضب.
يشعر المعتدي بالندم ويقسم بأنه لن يكرر الإساءة للفوز بحب الضحية وعطفها مجددًا.
ثم ستبدأ مرحلة تسمى فترة شهر العسل، يكون فيها سلوك المعتدي ألطف ما يمكن ليوهم الضحية بأنها في أمان معه وأن الأمور ستتغير للأفضل.
يبدأ التعنيف من جديد وتتكرر السلسلة أو الحلقة من جديد.
تستمر النساء بعلاقات يتعرضن فيها للتعنيف لأسباب كثيرة منها:
١ـتعتقد المرأة المُعنفة بأن ما تتعرض له من إساءة يكون بسببها.
٢-إخفاء حقيقة تعنيفها عن عائلتها وأصدقائها.
٣-الخوف على حياتها وعلى حياة أطفالها.
٤-الإيمان غير المنطقي بأن المعتدي يعرف كل شيء، وأنه يستطيع رؤية كل تحركاتها وخططها.
٥ـالقلق بشأن أي جانب سيظهر به المعتدي اليوم .
اثار متلازمة المرأة المعنفة
*الاكتئاب.
*قلة الثقة بالنفس.
*ضعف العلاقة مع العائلة والأصدقاء أو حتى تحطمها.
*القلق الشديد.
*الشعور بالعجز واليأس.
*الشعور بفقدان السيطرة.
أما الآثار طويلة الأمد للعنف المنزلي ومتلازمة المرأة المعنفة فإنها تستمر لعقود أحيانًا، وتشمل:
أعراض مشابهة لأعراض اضطراب ما بعد الصدمةPTSD، وتشمل استحضار ذكريات قديمة مؤذية لا إراديًا وحالات الفصام ونوبات عنيفة ضد المعتدي.
مشاكل صحية ناتجة عن التوتر مثل ارتفاع ضغط الدم والمشاكل القلبية.
مشاكل صحية بسبب التعنيف الجسدي مثل تلف المفاصل أو التهاب المفاصل.
الصداع أو آلام الظهر المزمنة.
ازدياد خطر الإصابة بالسكري والربو والاكتئاب وضعف المناعة نتيجة التوتر المستمر.
علاج متلازمة المرأة المعنفة
الخطوة الأولى والأهم في علاج متلازمة المرأة المعنفة هي وضع خطة آمنة للانتقال إلى مكان آمن بعيدًا عن المعتدي. ولا يمكن للعلاج أن يتم دون اتخاذ تلك الخطوة. كما يجب فحص إصابات الضحية الناتجة عن تعنيفها طبيًا.
متلازمة المرأة المعنفة والقانون
تُرافق متلازمة المرأة المعنفة الكثير من المشاكل القضائية والقانونية. فمثلًا النساء اللاتي يقدمن شكوى على أزواجهن يجب عليهن الشهادة ضدهم في المحكمة أو توقيع أوامر تقييد لإبعاد المعتدي عنهن وعن عائلاتهن
تعترف الكثير من الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية بكون متلازمة المرأة المعنفة حالة نفسية خطيرة وكنتيجة لذلك فإن هذه الولايات تملك قوانين لحالات النوبات العنيفة ضد المعتدي والتي تؤدي إلى إصابات أو حتى قتلهم.