الحملة

حوار

في احدى ليالي يناير الباردة كانت اريج تجلس ليلتها مع اسرتها بسهرة عائلية تملئها المودة والبهجة وتخلل هذه السهرة العديد من الأحاديث المملؤة بالفكاهة والمرح حيث ان اريج تذكرت وقتها ما تم الحديث عنه مؤخرا في جمعية المرأة العربية (العنف الاقتصادي) فقالت بنبرة قوية دعوني اخبركم عن ما نعمل عليه حاليا وما تبحث منظمات المجتمع المدني عن ايجاد حل له هل سمعتم عن العنف الاقتصادي؟

الأب: اخبرينا يا اريج هل هذا العنف هو نفسه العنف المتعارف عليه بشكله العام؟ لقد سمعت اثناء سماعي لنشرة الاخبار ان هنالك مجموعة من السيدات يقدمن عريضة تخص هذا العنف

اريج: نعم يا ابي انه محض وقتا الحاضر هذا العنف وهو يخص النساء بشكل عام فقد يقوم الاب او الزوج بفرض سلطته على الضحية ومنعها من العمل وكبت امالها واقتصادها لتكون لا كما تريد وتحلم يا ابي

الأم: لا اعتقد يا ابنتي ان هناك من يفرض سلطته وقوته على الآخر خاصة اننا في زمن لا يقيد احد بل يعطي الحرية للاخر لكي يمارسها حيثما شاء بشرط الا تخدش الاخرين إلا ترين كيف ابوكي واخوتك لا يمانعوا أبداً عملي وعملك بل ويشجعوا ان نكون اكثر انجازا وبناءا للمجتمع

الأخ: نعم يا امي لا ارى ان هناك احد يستطيع ان يحرم انسان من حقوقه فالحق حق لكل انسان سواء كان ذكر او انثى، فأي شخص يمارس هذه السلوكيات فهو بالنسبة لي مجرد من القيم الأنسانية والاخلاقية

اريج: لا يا امي فالامور تسير عكس ما تتوقعين ولا تستطيعي ان تحكمي على الجميع مثل ابي وأخوتي فأصابع يداكي ليست واحدة هنالك الزوج المتحكم المتسلط وهناك الأب والأخ الذي يرى العيب والمعيره في عمل ابنته وزوجته وهناك الذي يأمر زوجته وبناته بالعمل ليأخذ راتبها ويعطيها القتات منه وهناك يا امي المرأة التي ترى ان هذه الممارسات التي تقام بحقها هي من حق زوج او الأب او الأخ وأنه يبقى رجل وعليها ان تطيعه وترضخ له في شتى امور الحياة

الأم: معك حق يا اريج فليس جميع الرجال سواسيه اطلب من الله ان يهدي الجميع ويرفع الظلم عن المظلومين

الأب: لا احب الاحاديث التي تخص العنف اني اراها في منتهى الخذلان والحرمان خاصة أن العنف اصبح يتضمنه عدة محاور واشكال منه ما يخص الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة وغيره الذي ما زلنا نسمع عنه يا اريج

اريج: نعم يا ابي ان العنف بشمول مواضيعه امر وموضوع مقلق للغاية لكن ليس بوسعنا الا ان نقف امامه بأي وسيلة كانت وان نكون له بالمرصاد حتى لا يتوغل اكثر في مجتمعنا

الأم: أيضا الا تروا ان صاحب العمل له صله بهذا العنف وان هناك الكثير من ارباب العمل يفضلون عمالة الرجال لقد قرأت مؤخرا اعلان على مواقع التواصل الاجتماعي مطلوب عدد اربعة ذكور للعمل مصنع البان واجبان اني ارى ان هذا العمل مناسب أيضا للأناث وليس حكرا فقط على الذكور فلماذا هذا الاجحاد؟

الأب: نعم هناك اصحاب عمل يحتكروا العمل فقط لفئة معينة سواء ذكور او اناث يجب ان تكون رؤيا انسانية واخلاقية لصاحب العمل ان في دول اوروبا يحاسبون الاعلانات التي تخص العمل والتي يخصص صاحب العمل فيها فئة محددة

اريج: شكراً يا أمي وأبي على حديثكم المثري عن ما يخص العنف الاقتصادي واحمد الله انني اعيش مع عائلة مثلكم تقدر اهمية ووجود المرأة في الحياة الاقتصادية وتحترم وجودها بجانب الرجل وتقدره شكراً لكما

الأم: نسيت ان اخبرك يا اريج ان معظم شبابنا هذه الأيام عند القبول على الزواج اول ما يطلبونه ان تكون موظفة حتى تساعده على هذه الحياة ومتطلباتها هذا يعني انه يوجود فئة كبيرة ترحب بعمل المرأة

اريج: سأختلف معك هذه المرة يا أمي فأنا أرى ان الرجال الذي تكون اول متطلباتها امرأة عاملة بغض النظر عن عقليتها وتفكيرها وتربيتها ونشأتها وهمه الوحيد هو راتبها فهو بالنسبة لي ليس برجل الرجوله ليست كذلك

الأم: نعم يا اريج فلو اتاكي شخص وكان اول متطلباته ان تكوني موظفة لرفضته فأنتِ ليست سلعة للشراء والبيع بل أنتِ جوهرة تستحق رجل يحترمها ويقدرها ويثمن وجودها بجانبه

الأب: دعونا نفكر ما نستطيع ان نفعله كعائلة بسيطة لمواجهة العنف الاقتصادي وتوعية الآخرين به

الأخ: لدي فكرة ستنال اعجابكم لنتواصل مع تلك السيدات اللواتي تحدثت عنهم يا ابي ونضم صوتا لصوتهم ونوقع ايضا على عريضة تخص هذا العنف وجميعا لدينا حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فكل واحد مننا سيعرض فيديو لنفسه يتحدث فيه عن خطورة هذا العنف ليصل للجميع ويوضع له حدود بل سيصل لصناع القرار وارباب العمل

اريج: سأجمع جميع افكاركم حتى اعمل على تنقيحها والعمل عليها شكراً لوجودكم جانبي ومساندتكم لي فأنا اعتبر نفس قصة نجاح تخص هذا العنف بوجود عائلة داعمة ومحفزة مثلكم شكراً على نعمة وجودكم ادامكم الله بجانبي

الأم: لقد كانت سهرة علمية ومعرفية يا اريج فلقد وضعتي النقاط على الحروف بتفسير العنف الاقتصادي وخطورته سدد الله خطاكِ واتمنى ان تحدثينا الجلسات القادمة انه تم وضع حد لهذا العنف؛ بارك الله فيك يا اريج.

بقلمي: سمر عموش

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى