الحملة

النساء قوة إيجابية وهائلة إن مهدت الطرق لها

تعد المرأة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع، فالنساء يشكلن بعددهن نصف عدد سكان الكرة الأرضية، وقد أثبت تقرير صرح به الأمين العام للأمم المتحدة بأن النساء يمثلن ما تقدر نسبته بحوالي 50% من الموارد البشرية، وبذلك فهن من أكبر الموارد البشرية إلى جانب المورد البشري الذكوري، كما أن المرأة هي الحجر الأساس للتنمية المستدامة في المجتمع، وهي المسؤول الأول عن تحديد نوع الحياة التي ستعيشها الأسرة وأفرادها، وتختلف وتتنوع الأدوار التي تقوم بها المرأة في المجتمع وتتباين ما بين دورها كأم، وكزوجة، وكقائد، وكمسؤول، وكأخت، وصديقة، وغيرها من الأدوار، وفي هذا المقال سنتناول أبرز أدوار المرأة المؤثرة في بناء المجتمع.

دور المرأة في الأسرة

تكمن أهمية دورُ الأمومةِ في حياة المرأة إلى كونه عاملاً أساسيّاً في قيام الحضارات والأمم، فمن دونه لا يُمكن أن يكون هناك علماء وعُظماء يُساهمون في تغيير الواقع بما يُفيد الإنسانية، ويشمل دورُ الأمومة الكثير من الأدوار الفرعية المهمّة لضمان الاستقرار العاطفي والنفسي لأفراد العائلة، وبناء شخصيات مُتّزنة تتمتّع بالقيم والأخلاق الحميدة ممّا ينعكس على المجتمع ككلّ، سواء كان ذلك عبر اهتمام المرأة بأفراد العائلة ومشكلاتهم، أو الدعم العاطفي والنفسي لهم وتثبيتهم واحتوائهم خاصّةً في أوقات الشدائد، إلى جانب تربية الأطفال وتنشئتهم على مبادئ الحياة الاجتماعية والعادات السليمة، وتعزيز طاقاتهم، وزيادة وعيهم في الأمور الدينية، والفكرية، والسياسية، والثقافية التي من شأنها ترسيخ القيم والسلوكيات الصحيحة.

دور المراة في سوق العمل

ازدهر دور المرأة في سوق العمل خلال العقود القليلة الماضية نتيجة عدّة عوامل سمحت لها بإثبات نفسها في مختلف مجالات العمل؛ كمعلمة، أو طبيبة، مهندسة، أو غيرها من المهن، فخلال الخمسين عام الماضية شهد العالم زيادةً كبيرةً في مشاركة المرأة في جميع مجالات العمل، وتكمن أهمية مشاركة المرأة في سوق العمل في دورها الفعّال في مكافحة الفقر ورفع المستوى المعيشي لأسرتها من خلال ما يوفّره عملها من دخل يدعم ميزانية الأسرة كما يُعزّز عمل المرأة الرسمي وغير الرسمي مشاركة المجتمع في دعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى أهمية الأعمال التجارية الصغيرة للنساء التي قد تُشكّل أساساً اقتصادياً للأجيال القادمة.

دور المرأة في السياسة

تشغل المرأة مناصب سياسية قيادية على المستوى المحلي والدولي في معظم دول العالم، فقد ازدادت نسبة مشاركة المرأة في البرلمانات الوطنية على مستوى العالم في العقدين الماضيين، إذ كانت النسبة في عام 1998م حوالي 11.8%، ثمّ ارتفعت تدريجياً حتّى وصلت إلى 17.8% في عام 2008م، وبعد ذلك وصلت إلى 23.5% في عام 2018م، وتُعدّ مشاركة المرأة السياسية عاملاً أساسيّاً لتحقيق الديمقراطية والشفافية، إذ يتكامل دور المُشرّعين من الرجال والنساء في حلّ المشكلات المتعدّدة لبناء مجتمعات ديمقراطية قوية. تُساهم مشاركة المرأة السياسية في إضافة مبادئ وقيم تتعلّق بتحقيق الإنصاف، والتعاون، والمرونة، وتتوازن مع قيم ومبادئ الرجال الموجودين في المجال السياسي، كما تُحقّق مشاركة المرأة السياسية نتائج ملموسةً في زيادة الاستجابة لمتطلّبات المواطنين، وتعزيز التعاون بين الأحزاب العرقية المختلفة، ولفت الأنظار إلى عدّة قضايا سياسية وتقديم اقتراحات وحلول لها، فقد بيّنت الأبحاث أنّ تمكين المرأة في العمل السياسي له أثر مباشر في سنّ المزيد من القوانين والسياسات التي تُعطي أولويةً للعائلات، والنساء، والأقلّيات العرقية.

إن لم تكن المرأة قضيتك وأولويتك، فهي قضية امرأة في مكان ما.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى