Uncategorized

الصحة النفسية في زمن الرقمنة

تحديات عديدة، ويعاني الأفراد من التوتر والقلق الناجمين عن الضغوط الحياتية المتصاعدة واستخدام الوسائط الاجتماعية بشكل مفرط


الصحة النفسية في زمن الرقمنة… بين الضرر والفائدة
التوتر وصعوبة النوم وتشتت الانتباه أبرز أعراض الإفراط في استخدام التكنولوجيا .

تواجه الصحة النفسية في زمن الرقمنة تحديات عديدة، ويعاني الأفراد من التوتر والقلق الناجمين عن الضغوط الحياتية المتصاعدة واستخدام الوسائط الاجتماعية بشكل مفرط.

إصلاح ما أفسدته

على الرّغم من الأضرار النفسية التي قد تسببها التكنولوجيا فقد تكون أيضاً حلاً للتحديات النفسية التي تسببت فيها، من خلال توفر تطبيقات الصحة النفسية في الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء وتطبيقات الصحة النفسية، كما توفر وسائل للمراقبة والتوعية والمساعدة في إدارة الضغوط النفسية. بالإضافة إلى ذلك، توفر العلاج عبر الإنترنت والمساعدة النفسية عن بُعد وسائل سهلة ومريحة للوصول إلى الدعم النفسي.

الصحة والاضطرابات

في هذا الخصوص يوضح استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور خالد العوفي، الفرق بين الصحة النفسية والاضطرابات النفسية، ويقول: «الصحة النفسية هي جودة الحياة النفسية والاجتماعية والروحية وليست مجرد خلو الفرد من المرض، فهي تتسم بحالة من الاتزان والاستقرار النفسي في جوانب متعددة كطريقة التفكير وضبط المشاعر والانفعالات والتحكم بالسلوكيات والتصرفات، واستقرار في جانب بناء العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها، إضافة إلى استقرار الجوانب الروحية المتعلقة بالإيمان ووجود معنى ومغزى نعيش ونكافح من أجله.

أما الاضطرابات النفسية فهي عبارة عن مرض أو خلل في جوانب الصحة النفسية كوجود اضطرابات في طريقة التفكير أو اختلال في ضبط المشاعر، وعدم القدرة على التحكم في السلوك واختلال التواصل في حفظ العلاقات الاجتماعية، ومن أشهر الاضطرابات النفسية اضطراب الاكتئاب الجسيم، اضطراب ثنائي القطب، الفصام العقلي، الوسواس القهري، اضطراب الهلع، القلق المعمم، القلق الاجتماعي، وغيرها».

استراتيجيات التوازن

ومن أهم الاستراتيجيات للحفاظ على التوازن بين استخدام التكنولوجيا والعناية بالصحة النفسية، يشدد العوفي على «الوعي الذاتي بالسلوك الإدماني»، إذ إن الكثير من الأشخاص يفقدون السيطرة والتحكم بسلوكياتهم ويستغرقون وقتاً طويلاً على أجهزة الكمبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي لساعات طويلة من دون أن يدركوا ذلك، مما يؤثر على تواصلهم ونشاطهم الاجتماعي وينعكس سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية، من أرق وسهر وفقدان للشهية وتوتر وإرهاق جسدي ونفسي وآلام في الجسم بسبب الوضعيات الخاطئة أثناء الجلوس: لذلك يحتاج الشخص إلى إدارة الوقت بشكل صحيح من خلال تحديد أوقات معينة لاستخدام التكنولوجيا وعدم تجاوزها بأي حال من الأحوال. وقال: «لاحظت في العيادة النفسية العديد من الحالات التي تأثرت سلباً بالاستخدام المفرط للتكنولوجيا، فهناك بعض الحالات التي زاد مستوى القلق لديها ونتج عن ذلك التوتر وصعوبة النوم وضعف التركيز وتشتت الانتباه. كذلك كانت وسائل التكنولوجيا محاولات هروب بديلة ويائسة للتعامل مع الأعراض النفسية كالملل والإحباط والاكتئاب».

الحفاظ على الصحة النفسية

يؤكد العوفي أن هذا الأمر يتطلب وجود نوع من المرونة النفسية في طريقة التفكير، واتباع بعض الخطوات الصحية، كممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل واليقظة الذهنية، وجدولة الأنشطة اليومية وممارسة الهوايات المفضلة، كذلك تبني «عقلية النمو» والنظرة الإيجابية تجاه المستقبل والتفاؤل والتخلي عن التفكير التشاؤمي، وعدم الاستسلام للأفكار السلبية كاجترار الأفكار والتفكير الزائد الذي يولد القلق والتوتر، وضبط المشاعر وردود الأفعال وفق ما يتطلبه الموقف وعدم المبالغة فيها.

ومن طرق الحفاظ على الصحة النفسية أيضاً التواصل مع الأسرة والأصدقاء وقضاء وقت كافٍ معهم وتجنب الانطواء والعزلة الاجتماعية، والنوم لساعات كافية خلال اليوم وتجنب السهر، وتناول الغذاء الصحي وتجنب الوجبات السريعة ومشروبات الطاقة وعدم الإكثار من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي، إضافة إلى ممارسة الرياضة والمشي بشكل معتدل ودوري لتنشيط الدورة الدموية وتحسين الحالة المزاجية، والتعرض لأشعة الشمس المعتدلة في أوقات معينة لتحفيز تصنيع الجسم للفيتامينات الضرورية للجسم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى