Uncategorized

الابتزاز الإلكتروني

الابتزاز الإلكتروني؟

الابتزاز بمفهومه العام هو الحصول على مكاسب مادية أو معنوية، من خلال استغلال ضعف إنسان آخر سواء كان ضعفه بشكل دائم أم مؤقت ومحاولة الإيقاع به من خلال إلحاق الأذى النفسي أو الجسدي به.

يُعَدُّ الابتزاز الإلكتروني من الجرائم الإلكترونية التي ظهرت بظهور الإنترنت، وقد عرَّفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الجرائم الإلكترونية بأنَّها “كل فعل أو امتناع من شأنه الاعتداء على الأموال المادية أو المعنوية، ويكون ناتجاً بطريقة مباشرة عن تدخُّل التقنية المعلوماتية”؛ إذاً الجريمة الإلكترونية هي سلوك غير مشروع وغير أخلاقي يرتبط باستخدام التقنيات الحديثة مثل الحاسوب والإنترنت.

فالابتزاز الإلكتروني هو من الجرائم الحديثة التي تهدد أمن وسلامة الفرد، ومن ثمَّ أمن وسلامة المجتمع الذي يعيش فيه، ويقوم في جوهره على التهديد ونشر الخوف في نفس الشخص الآخر من خلال الضغط عليه وتهديده بإلحاق الضرر به أو بالأشخاص المقربين منه

لماذا يرتكب المجرمين جريمة الإبتزاز الإلكتروني؟

يمكن أن يكون الدافع وراء مرتكبي الابتزاز والتهديد الالكتروني مجموعة متنوعة من العوامل.بشكل عام ، تكون الدوافع مادية أو مالية أو نفسية أو عاطفية. قد لا يعرف المجرم بالضرورة الضحية التي يستهدفها وقد لا يكون على دراية بتأثير الجريمة على حياتهم. غالبًا ما يكون الهدف في هذه الحالات مرتبطًا بالحصول على منفعة مالية من الضحية، ولكن يمكن أن يتضمن أيضًا دافعًا لإلحاق ضرر نفسي. في الحالات التي يعرف فيها المجرم الضحية شخصيًا، يمكن أيضًا أن يكون الدافع هو المكاسب المالية وكذلك الرغبة في التسبب في ضرر نفسي للضحية، غالبًا للانتقام إذا رفضت الضحية أن تقدم للمجرم مطلباً أو قطعت علاقتها مع المجرم.

أنواع الابتزاز الإلكتروني

تتنوع أشكال الابتزاز الإلكتروني وأساليبه، حيث يستخدم المهاجمون تقنيات متقدمة لإرباك وخداع الضحايا. في هذا السياق، سنستكشف في هذه المقالة بعض أنواع الابتزاز الإلكتروني التي يجب أن نكون على دراية بها:

1. الابتزاز الإلكتروني المادي:

يقوم على اختراق الجهاز الخاص بالضحية سواء الهاتف المحمول أم الحاسوب الشخصي أم حتى حاسوب العمل الخاص، وسرقة معلوماته وبياناته الخاصة وكذلك الصور، وتهديد الضحية التي يمكن أن تكون فرداً معيناً أو شركة أو جمعية أو أي جهة عامة أو خاصة بنشرها أو الامتثال لأمر الجاني ودفع مبالغ من المال مقابل التكتم عنها وعدم نشرها.

2. الابتزاز الجنسي الإلكتروني:

يتمحور هدف الجاني هنا في استغلال الضحية جنسياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتخذ عدة أشكالٍ منها “نزع محتوى جنسي من الضحية بالإجبار، وإجبار الضحية على إقامة العلاقات الجنسية، وسرقة محتوى خاص من صور أو فيديو جنسي خاص بالضحية والتهديد بنشره”.

غالباً ما تقع الفتيات لا سيما القاصرات ضحية لهذا النوع بسبب عدم نضجهن العاطفي، فكثيراً ما تتعرف الفتيات إلى أحد ما عبر الإنترنت ويقوم بإيهامها بالزواج ويغدقها بعبارات الحب حتى يحصل على ثقتها، ومن ثم يقوم باستغلالها عبر الطلب منها إرسال صورها الخاصة ذات المحتوى الفاضح، ومن ثم يهددها ويجبرها على الامتثال لرغباته، وللأسف الكثير من حالات الانتحار التي حدثت مؤخراً لعدد لا يستهان به من الفتيات كان هذا السبب الرئيس وراء انتحارهن.

3. الابتزاز المنفعي:

هذا النوع ينتشر بين أوساط الإعلام وأصحاب النفوذ؛ إذ يكون هدف الضحية الحصول على منفعة باستغلال سلطة الضحية ونفوذه للحصول على منفعة ما أو تحقيق مطالب تخص نفوذ الضحية، مثل إخراج شخص ما من السجن باستغلال صاحب السلطة، أو القيام بحديث إعلامي للترويج لحدث ما يخدم مصلحته.

4. الابتزاز العاطفي:

هي عبارة عن أخذ موقف ما من قِبل المجرم الإلكتروني ليسبب لدى الضحية الإحساس بالخجل أو ليلقي عليه مسؤولية حدوث أمر ما، ويحدث هذا النوع بقصد السيطرة العاطفية على الضحية.

رابعاً: أسباب الابتزاز الإلكتروني

الابتزاز الإلكتروني يشمل مجموعة من الأنشطة الخبيثة التي يقوم بها المُهاجمون عبر الإنترنت بهدف ابتزاز الضحايا وتهديدهم لتحقيق أهداف شخصية أو مالية. وعلى الرغم من أن الظاهرة قد اكتسبت شهرة سلبية في الآونة الأخيرة، وأبرز أسباب الابتزاز الإلكتروني هي:

  • ضعف الوازع الديني والانحدار الأخلاقي لدى الجاني.
  • رغبة الجاني بالحصول على منفعة مادية أو معنوية أو جسدية من الضحية.
  • الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وعدُّها شيئاً أساسياً في حياة الأسر، وعدم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، وإساءة استخدامها بطريقة خادشة للحياء.
  • قيام الكثير من هذه المواقع ببث المحتوى الذي يعمل على تأجيج المشاعر العاطفية ويتأثر بها الشباب غير الناضج انفعالياً وعاطفياً ويصبح عرضة للوقوع ضحية الابتزاز.
  • قلة الوعي بوسائل التكنولوجيا الحديثة وكيفية استخدامها والتحذير من عواقب استخدامها بشكل خاطئ.
  • عدم مراقبة الآباء الأولاد وتركهم عرضة للاستغلال من قبل الآخرين.
  • هوس الشباب بالتقليد ومحاولة عيش القصص المثيرة والمغامرات الشيقة وعدم إدراك عواقب ذلك.

كيف يمكن مواجهة الابتزاز الإلكتروني؟

  • الخطوة الأولى تكمن في الضبط الانفعالي للفرد والسيطرة على انفعالاته ومشاعره، وعدم ترك مجال للقلق والخوف أو التصرف بشكل غير واعٍ أو مسؤول.
  • إغلاق سبل التواصل بين الضحية والجاني، وعدم التفكير في التوسل إليه وإظهاره بمظهر المتحكم بك وبمصيرك، وعدم الدخول في مفاوضات معه.
  • الخطوة الثالثة هي اللجوء إلى مركز الأمن والشرطة المسؤول عن قسم الجرائم الإلكترونية مهما كان السبب الذي يقوم الجاني بابتزازك به، فمعظم الدول حالياً لديها القوانين الناظمة التي تحمي الأفراد عند تعرضهم لهذا النوع من الابتزاز لإنهاء القضية بسرية تامة.
  • عدم حذف المحتوى الذي أرسله لك الجاني لاستغلالك عن طريقه مهما كان، ولا أي من رسائل التهديد التي وصلتك؛ بل يجب عليك أن تبقيها بوصفها دليلاً لإدانة ذلك المجرم.
  • إخبار الأهل ومن تثق بهم للحصول على دعمهم والوقوف بجانبك عند حدوث أي أمر طارئ.
  • إنَّ غرض المجرم دائماً هو الحصول على منفعة منك، وهو غالباً يهدد فقط دون تنفيذ بغرض الوصول إلى مبتغاه؛ لذلك تحلَّ بالصبر في التعامل معه واعمل على كسب الوقت معه فقط حتى تتمكن السلطات المتخصصة من القبض عليه ومحاكمته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى