سعة الصدر هي القدرة على تحمل المشاعر غير المريحة بدون ردود فعل غير لائقة إن توسيعك لصدرك في معاملاتك مع غيرك من الناس انما هو داحر للقلق دافع للنجاح في حياتك العملية والعائلية وعلى صعيد الصداقات أيضاً، حيث ان واسع الصدر انما يتفهم طبائع الناس ويقدرها ويقدر ظروفهم ويضع نفسه مكان الآخرين في محاولة لتوسيع صدر الطرف الآخر ايضاً·
ومن الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان أن سَعة الصَّدْر منحةٌ إلهية، ورحمةٌ ربَّانية، وعنوان على رجاحة العقل، ودليل على كمال المُروءة والرجولة، فلا يَغضب صاحبها لأتفه الأسباب، ولا يُعكِّر صفوَ حياته أدنى شيءٍ، ولا يجعل من “الحبَّة قُبَّةً” – كما يقول المثل الشعبي – ولا يحمل الكرة الأرضية على رأسه في كل شيءٍ يَحدُث، أو كل كلام يقال
كما ان واسع الصدر يتسع صدره دائماً للناس ويتغاضى بل ويتغابى احيانا عما يلاقيه من الآخرين فهو سمح رضي يضع الاعذار للآخرين لا يحلل المواقف ويبحث عما كان يقصد ذاك وليس معنى ذلك ان يكون شخصا سلبيا مسلوب الحقوق وانما يكون متسامحا الى أبعد الحدود
وسعة الصدر موهبة فى نسيج الشخص تحول بينه وبين أن يقطع كلية الاتصال والتواصل بينه وبين الآخرين، وتفطره على ضرورة أن يبقى قادراً على الاحتفاظ بالخيوط الرئيسية التى تربطه بهم حتى مع الخلاف أو نشوب الخصومة.. لذلك فإن سعة الصدر ليست محض ذكاء أو سعة علم
هذه السعة لا بدّ وأن يتمثّلها المرء في حياته العملية، أن تمتدّ لتشمل كلّ الأوضاع والعلاقات العامّة والخاصّة، حيث تأخذ بيد الفرد والجماعة إلى برِّ الأمان، وتظهر حجم التزام الإنسان بالخلق الأصيل، الّذي من المفترض أن يتحلّى به الإنسان ويواجه به تحديات الحياة ومشاكلها.
فليس بالصبرِ وحده يملكُ الإنسانُ السيطرةَ على سلوكِه تجاه من يسيء إليه. سعةُ الصدرِ تجعل الإنسانَ يترفَّعُ عن الردِّ وهو قادرٌ عليه، وتجعله يسمو بشخصِه وبذاته عن الدخولِ في نزاعاتٍ تقلِّل من شأنِه مهما حاول الآخرون جره إليها.