أهمية دور المرأة في المجتمع وفي ضرورة الاعتراف أن المرأة عربيا وعالميا تعاني من تحديات جسيمة، في واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مستعرضا أهم هذه التحديات التي تتمثل في قلة أعداد النساء اللواتي يشغلن مراكز قيادية في المؤسسات السياسية والاقتصادية، والتمييز ضد النساء عربيا وعالميا في المؤسسات الاقتصادية من ناحية الأجر ومستوى احترام القرارات والموقع الوظيفي، كذلك ضعف التمكين المجتمعي والتحديات المرتبطة بالنوع الاجتماعي والتهميش لدور المرأة الاجتماعي رغم أهميته الكبيرة.
عانت المرأة – تاريخياً – من التناقضات الكبيرة في المجتمعات الإنسانية والتي ساهمت في تدني مشاركتها في الحياة العامة، ويرى علماء الاجتماع بأن البناء الاجتماعي والثقافة للمجتمع هما محددان اساسيان للسلوك الإنساني بشكل عام وسلوك المرأة بشكل خاص، وتعني الثقافة منظومة القيم والمعتقدات والمعايير والقوانين التي يشترك فيها افراد المجتمع والتيتوجه تفكيرهم وسلوكهم.
أن المرأة في الدول العربية تعيش حالة من النضج السياسي، لما تقدمه لها المجالس والمراكز المعنية بشؤون المرأة، من دورات تدريبية مكثفة، وندوات وكتب ونشرات تهدف إلى النهوض بالمرأة، وتمكينها، وتعزيز مشاركتها في الحياة العامة.ورغم هذه الحالة من النضج السياسي التي تعيشها المرأة، فإن قضية النهوض بها تُعد من أعقد وأصعب القضايا في مجتمعاتنا الشرقية، نظراً لوجود العديد من العناصر الحاكمة والمؤثرات، على مسألة الاعتراف بمشاركة المرأة، وبأن يكون لها دور بارز في المجتمع كعدم إيمان البعض بدور المرأة خارج النطاق الاسري!.
يجب الاهتمام بقضية تعليم المرأة وتوعيتها بان تدرس وتتعلم، حتى تحصل على أعلى الدرجات العلمية، والا تكتفي بالقراءة، والكتابة فقط، او الاكتفاء بدرجة دنيا من التعليم، ثم يبدأ التأثير عليها من خلال إغراءات سيتضح وهمها، وزيفها وكذبها، فيما بعد، لاخضاعها لفكرة الزواج من سن مبكرة، رغم خطورة هذا الأمر على صحتها العامة، وحتى على صحتها الانجابية بوجه خاص.فهناك العديد من البنات اللاتي لا يعرفن استكمال مسيرتهن التعليمية، بسبب الزواج المبكر والدخول في دائرة المشكلات المجتمعية والاسرية مما يحول بينهن وبين صفاء الذهن، والفكر، لاستكمال المشوار التعليمي.فقضية تعليم المرأة تُعد من القضايا الرئيسية، في عملية التنمية بوجه عام، وليس في مجال التنمية السياسية فقط، ولذلك حرصت المواثيق الدولية والصكوك القانونية والدساتير الوطنية على تدعيم الحق في التعليم، لان العلم هو أساس تقدم الشعوب.ومع ذلك، ثمة من يعتقد اعتقادًا راسخًا أن مكان المرأة المناسب هو منزل الزوجية وان دورها في الحياة السياسية ما هو الا وهم، وتقليد للغرب، وبما يخالف الاحكام الشرعية على حد تعبيرهم!.
ملاك الدويك 👩🏻🎨